الاخوة وسلامة الصدر

Admin المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 16/06/2008

الوسيلة الأولى : التهادي

الهدية قديمة فى التاريخ البشرى .. فقد ذكر القران أن نبي الله سليمان - عليه السلام - عندما أرسلت له بلقيس ملكة سبأ هدية لتكون بداية تحاورهما ردها سيدنا سليمان و قال : - " بل أنتم بهديتكم تفرحون " .. ومن هنا لنا أن نقول :- أن الهدية قد عرفت منذ فترة طويلة من الزمن .. و لا يزال الناس يتبادلونها فيما بينهم لأنها ذات أثر اجتماعي كبير حيث تسهم في توثيق العلاقات الاجتماعية و تقوية التفاعل بين البشر.

الهدية من المنظور الاسلامى .. وقد اعتني الإسلام بأمر التهادي بين الناس .. فتراه تارة يحث عليه كما ورد فى حديث النبي– صلى الله عليه وسلم - ... تهادوا تحابوا ) رواه البخاري .. و تارة يرفع الحرج عن الذى يقدم الهدية الرمزية الضئيلة يرغب فى قبولها مهما كانت , و هذا ما يشير اليه قوله – صلى الله عليه وسلم - : ( لا تحقرن جارة من جارتها و لو فرس شاه ) أي ظفر شاة .. وقد اكتسب الناس فى تبادل الهدايا أنواع من التقاليد و العادات و الأعراف , بحيث غدت و كأنها جزء حيوى من حياتنا الاجتماعي , لأنها تعبر عن الوفاء و الإخلاص للصديق .. كما أنها المفتاح لعلاقات جديدة و متينة .. وهى الحل الأمثل للقضاء على العداوات و الأحقاد و الضغائن التى تكون فى القلوب ..

و الهدية لا تقدر بقيمتها المادية .. و إنما بقيمتها المعنوية , و بما ترمز إليه من محبة و صفاء نفوس و حسن سريرة .. فالشريعة الإسلامية تطلب كل ما يقرب بين قلوب الناس و يغرس فيهم المحبة و يقوى روابطهم .

وسائل عملية لتربية الابن على التهادي

1- تقديم الآباء هدايا للأبناء في المناسبات المختلفة .

2- تكليف الأبناء بكتابة موضوع تعبير حول التهادي و قراءته فى الاذاعة المدرسية و فى الفصل و نشره بين الزملاء .

3- مساعدة الآباء الأبناء على شراء الهدايا لاخوانهم بإعطائهم ثمنها و تعريفهم بكيفية الحصول عليها .

4- اصطحاب الأبناء أثناء تقديم الهدايا من الاسرة إلى غيرها .

5- عمل صندوق للهدايا .

6- كتابة الأحاديث المتعلقة بالتهادي في لوحات و تعليقها فى المدرسة أو في البيت .

7- توعية الأبناء بالمناسبات التي يحسن فيها تقديم الهدايا و بالهدايا الملائمة لكل مناسبة .

8- تعويد الابن على قبول الهدية , و شكر من قدمها و الرد عليها في أقرب فرصة .

الوسيلة الثانية :- الإيثـــــــار

يعد الإيثار من علامات الاخوة المهمة التى ينبغى ان يتربى عليها الابناء .. قال الله تعالى وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة الحشر: 9 .. وقال :- ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) سورة الإنسان :8 ..

وعن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني مجهود ، فأرسل إلى بعض نسائه ، فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك ، حتى قلن كلهن مثل ذلك : لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماءً ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من يُضيفُ هذا الليلة ؟ " , فقال رجلٌ من الأنصارِ : أنا يا رسول الله ، فانطلق به إلى رحلهِ ، فقال لامرأته : أكرمي ضيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وفي رواية قال لامرأته: هل عندك شيء؟ .. فقالت: لا ، إلا قوت صبياني .. قال : علليهم بشيءٍ وإذا أرادوا العشاء، فنوميهم ، وإذا دخل ضيفنا ، فأطفئي السراج ، وأريه أنا نأكلُ ؛ فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين ، فلما أصبح ، غدا على النبي - صلى الله عليه وسلم - , فقال: " لقد عجبَ الله من صنيعكما بضيفكما الليلة" متفق عليه ..

وسائل عملية لتربية الابن على الإيثار

1- تعليمه الدليل الشرعي من القران الكريم والسنة المطهرة .. مثل قوله تعالى :- ( و يؤثرون على انفسهم و لو كان بهم خصاصة ) سورة الحشر : 9

2- أن يتعلم الأبناء الفرق بين الكرم و الايثار .. فالكرم أن تنفق وأنت تملك المال الكثير .. أما الإيثار فهو أن يعطى لأخيه شئ هو فى اشد الحاجة اليه وبذلك يفوز بحب الله تعالى .. حيث جاء في الحديث القدسي : - ( أحب الأسخياء وحبي للفقير السخي أشد , وأحب الكرماء و حبى للفقير الكريم اشد ) .

3- الإيثار مرتبط بالإيمان .. فالمؤمن يحب الصالحين ويفضلهم , ويعلم أن الله تعالى يرزق بغير حساب و يخلف الذىينفق خيرا مما أنفقه .

4- أن يتدرب الأبناء على الإيثار منذ الصغر .. بأن يكون المربى قدوة لهم وفى الوقت نفسه يشجع الابن على الانفاق من شئ يحبه أو يرتبط به مع مراعاة التدرج والاقتناع من جانب الطفل حتى تكون تربية صحيحة .

5- أن نحببه في خلق الإيثار من خلال عرض نماذج عملية وقصص ممتع في هذا الشأن ..

الوسيلة الثالثة : سلامة الصدر

امة الإسلام أمة صفاء و نقاء فى العقيدة و العبادات و المعاملات .. فعندما سئل النبى - صلى الله عليه وسلم - أي الناس أفضل ؟ , قال : مخموم القلب صدوق اللسان , قالوا : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ .. قال : هو التقى النقي لا إثم فيه و لابغى و لا غل و لا حسد " رواه بن ماجه .. و قد نهى النبى - صلى الله عليه وسلم - عما يتنافى مع الصفاء و المحبة فقال - صلى الله عليه وسلم - ( لا تباغضوا و لا تحاسدوا و لا تدابروا و لا تقاطعوا و كونوا عباد الله اخوانا و لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ) رواه مسلم .. و قال - صلى الله عليه وسلم - مبيننا فضل المحبة و الالفة : - " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا " رواه مسلم ..

و سلامة الصدر نعمة من النعم التى توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها : ( و نزعنا ما فى صدورهم من غل تجرى من تحتهم الأنهار) سورة الأعراف : 43

و سائل عملية لتربية الابناء على سلامة الصدر

1- العمل على زيادة الايمان بكثرة الصلاة و الصيام و القران و الذكر و التفكر .. فالإيمان هو الأساس لكل خلق فاضل .

2 - البعد عن الغضب .. فالغضب مفتاح كل شر و قد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا بالبعد عن الغضب حين طلب منه ان يوصيه , فردد الرجل طلبه مراراً , والنبي - صلى الله عليه وسلم - يكرر قوله ( لا تغضب ) .

3- البعد عن الغيبة و النميمة .. لأنها من أسباب الخلاف بين الاخوان والأصحاب , و طريق إلى التنافر و افساد القلوب .

4- الدعاء للأصحاب .. فالمؤمن دائماً ما يدعو ربه أن يجعل قلبه سليما تجاه إخوانه والمغفرة لهم .. قال تعالى : - " و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان " سورة الحشر:10

5- عند التأهب للنوم يراجع الابن المواقف التى ضايقته من أخيه أثناء اليوم .. ويجتهد لإزالة أثرها من نفسه قائلا : اللهم اغفر لى و لاخى .

6- الصدقة .. فهى تطهر القلب و تزكى النفس و لذلك قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها ) سورة التوبة : 103

7- التماس العذر : فالمسلم يلتمس لأخيه سبعين عذرا ..

8- إفشاء السلام : فعن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا .. و لا تؤمنوا حتى تحابوا .. أولا أدلكم على شئ اذا فعلتموه تحاببتم ؟ .. افشوا السلام بينكم ) رواه مسلم

9- محبة الخير للمسلمين : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه " متفق عليه

10- المبادرة بمصارحة أخيك بما يضايقك منه و تقبل إيضاحه و اعتذاره .

11- رد النمام الذى يبلغك عن أخيك ما يسوءك و زجره حتى لا يتكرر ذلك .